احدث المقالات
بواسطة admin
منذ 3 سنوات
تشتهر حموضة المعدة والمعروفة طبياً بالتهاب المريء أو ارتجاع المريء (GERD) بأنها أحد أشهر مشاكل الجهاز الهضمي والتي تأتي في صورة عسر أو سوء الهضم والذي يتسبب في ارتداد محتويات المعدة الغير مهضومة مع الحمض الموجود بالمعدة إلى المريء مما يسبب تهيج السطح المخاطي المبطن للمريء وتسمى هذه الحالة بالتهاب أو ارتجاع المريء .
غالباً ما يصف المريض أعراض حموضة المعدة بشعوره بالحرقان أو الألم المزعج في المعدة والذي يشير إلى موقعها بيده تحت عظام الصدر ، وبسؤال الصيدلي أو الطبيب للمريض يمكنه تحديد مدى خطورة المرض من معرفة شدة الأعراض والتي تمر بعدة مراحل فقد يشتكي المريض من ألم وحرقان في المعدة وهو ما يشار إليه بأسفل عظام الصدر وقد يصل الألم أحيانًا إلى الحلق ويتبعه طعم حمضي بالفم .
وتأتي الأعراض الأخرى لحرقان المعدة في صورة صعوبة في البلع أو انتفاخ أو كليهما معاً .
حاصرات قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers والتي تعالج امراض القلب وضغط الدم )وهى أحد الجناة الرئيسيون في إحداث هذا المرض و مضادات الكولين Anticholinergics التي تعالج الاكتئاب وغيرها من الأدوية التي تعالج مشاكل الضعف الجنسي والمسكنات الغير استيرويدية NSAID والكورتيزونات التي تؤخذ عن طريق الفم وبعض أدوية هشاشة العظام مثل Bisphosfonate البيسفوسفونات والتي تسبب التهاب شديد في المرئ ولذلك من المهم أن تؤخذ بجَرعة كبيرة من الماء وأن يقف المريض بعد تناولها لفترة حتي لا تهيج المعدة والمريء . مثل البروفين
ومن العوامل الأخرى المحفزة الكافيين والشوكولاتة وينضم إليهم التدخين والكحوليات التي ذكرناها سابقا والتي لها تأثير مباشر في زيادة الأعراض فهي تجعل العضلة العاصرة المريئية السفلية أقل كفاءة في أدائها لعملها الضاغط وبالتالي تتسبب في أعراض الحرقان والارتجاع المذكورين سابقا .
أحيانًا يحدث هذا الألم فجأة وقد يمتد إلى الظهر واليدين، وفي هذه الحالة يصبح التمييز بين الأعراض صعباً حيث أن الألم يمكن أن يحاكي الأزمة القلبية Heart attack والتي تتطلب النقل الفوري للمستشفى وهنا يكتشف الأطباء أنهم لا يعانون من أي مشاكل في القلب ولكن يعانون من التهاب المريء .
يجب اعتبار هذا العرض أمراً جاداً يتطلب التحويل للطبيب ، فقد تظهر صعوبة البلع بحدوث انزعاج أثناء بلع الطعام والشراب أو الشعور بالتصاق الطعام والشراب بالمريء وكلاهما يتطلب التحويل للطبيب . ومن المحتمل أن يكون هذا الشعور نتيجة ثانوية لحرقان المعدة والتهاب المريء الناتج عن ارتجاع حمض المعدة خاصة عند بلع المشروبات الساخنة أو السوائل المهيجة للمعدة مثل بعض عصائر الفاكهة .
وفي حالة الشعور بصعوبة البلع يجب التوجه فوراً إلى الطبيب حيث أنه يمكن أن يكون ذلك بسبب انسداد المريء عن طريق ورم مثلاً أو التهاب شديد في المريء تسبب في ضيق الممر .
وهو ارتفاع الغذاء من المعدة والحلق للأعلى بدون مجهود ليُقذَف إلى خارج الفم ، وقد يصاحب التقيؤ القلسي صعوبة في البلع ، ويحدث عندما يلتصق الأكل الذي تم بلعه حديثاً بالمريء ثم يتم تقيؤه بدون مروره للمعدة ، ويكون ذلك بسبب انسداد ميكانيكي للمريء . ويحدث الانسداد بسبب السرطان أو في الحالات الأحسن حظاً بسبب أمراض أقل خطورة مثل ضيق المريء والذي يحدث نتيجة الارتجاع الحمضي للمريء على مدى طويل مما يسبب التهابا مستمرا بالمريء مسبباً ندبات ثم انقباض الندبات مسببة ضيقاً بالمريء ، ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق التوسيع باستخدام منظار الألياف البصرية . وبالرغم من وجود الحل إلا أنه من الضروري عمل مزيد من الفحوصات الطبية لتحديد سبب التقيؤ القلسي .
تشير التقديرات أن حوالي نصف السيدات الحوامل يعانين من حموضة المعدة ويزداد معدل الإصابة في الحوامل بعد سن الثلاثين ، تظهر الأعراض بسبب زيادة الضغط داخل البطن وعدم كفاءة العضلة العاصرة المريئية السفلية ، ومن المعتقد أن للتأثير الهرموني أهمية وخاصة للبروجستيرون في تخفيض ضغط هذه العضلة . حموضة المعدة تبدأ أحيانًا في منتصف أو نهاية الحمل ولكن من المحتمل أن تظهر في أي مرحلة من مراحا الحمل ، وتظهر هذه الأعراض بوضوح مصاحبة للضغوط النفسية .
قبل أن يشرع الصيدلي في وصف الدواء للمريض يجب عليه معرفة مايتناوله المريض من أدوية أخرى في نفس الوقت حتى يستطيع تحديد أي تلك الأدوية هو من مسببات حرقان المعدة كما ذكرنا سابقا ليستبدلها بما يعالج الأمراض الأخرى دون أن يسبب تهيج وحرقان المعدة الذى يزعج المريض ويحدد أي من الأدوية التي يتناولها المريض قد يعالج هذا الحرقان المزعج .
لمضادات الحموضة تأثير جيد في العلاج وتزيد فعاليتها في حالة الاستخدام مع المجموعات الأخرى مثل الألجينات . وعند اختيار مضاد الحموضة يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن مضادات الحموضة في شكل السائل أكثر تأثيرا من الأقراص فهي أسهل في التناول و أسرع في العمل ولها قدرة أكبر على معادلة حمض المعدة ، فالسائل يسمح أن تكون مساحة كبيرة من المعدة على اتصال بمحتوى الدواء مما يحسن من أدائه .
وقد يفضل المريض الأقراص لأسبابه الواجب احترامها فننصحه بتناول أقراص المضغ والتي يجب عليه مضغها جيدا حتى يحصل على أفضل النتائج . وأفضل ميعاد لأخذ مضادات الحموضة يكون بعد الأكل بساعة وذلك حتى يتمكن الدواء من تقليل معدل تفريغ المعدة فيصبح بطيئا ويبقى الدواء بالمعدة لفترة أطول ويقوم بعمله لفترة أطول وبصورة أفضل .
يعمل الدواء عند أخذه بعد الأكل بساعة لمدة تصل إلى ثلاثة ساعات ، بينما إذا تم أخذه قبل الأكل لأسباب تخص المريض فإنه سيعمل لمدة ٣٠ دقيقة إلى ساعة على الأكثر .
وقد نحتاج لتكرار الدواء على مدار اليوم لتحقيق التأثير الكامل . ويجب عدم استخدام الصور الدوائية الغنية بالصوديوم مع الحوامل والمرضى الممنوعين من الصوديوم في الغذاء مثل مرضى قصور القلب ومرضى الكلى والكبد .
ومن أمثلتها في الصيدلية المالوكس Maalox وأقراص كربونات الكالسيوم .
تعمل الألجينات كالغلاف على سطح المعدة مما يمنع الارتجاع الحمضي . بعض المستحضرات التي تحتوي على الألجينات تحتوي أيضًا على بيكربونات الصوديوم والذي بالإضافة إلى تأثيره المضاد للحموضة فإنه ينتج ثاني أكسيد الكربون بالمعدة والذي يساعد على أن يطفو غلاف الألجينات على سطح محتويات المعدة . في حالة وجب إعطاء المريض دواء قليل الصوديوم لأحد الأسباب التي ذكرناها فيمكن للصيدلي إعطاء دواء يحتوي على بيكربونات البوتاسيوم فيقوم بعمل بيكربونات الصوديوم .
ومثال عليها ألجينات الصوديوم الموجودة في صورة الجافيسكون Gaviscon في الصيدلية.
وأشهر صورة لها هي دواء الرانتيدين Rantidine المعروف عالميا والذى قامت بعض البلاد بسحبه واتى عوضا عنه أحد أقرانه الفاموتيدين Famotidine ، والذي يمكن استخدامه في حالات عسر الهضم وحرقان المعدة في المرضى البالغين والأطفال فوق سن ال١٦ عاما ولكن يجب أخذه كعلاج قصير المدى وعلى الصيدلي أن يستفسر من المريض عند طلب تكراره ليعرف ما إذا كان المريض يستخدمه بشكل مستمر أو متقطع وذلك لما له من آثار جانبية تظهر عند المداومة على أخذه ومنها الصداع والدوار والإسهال والطفح الجلدي والتي لا تنتشر بشكل واسع بين المرضى .
ويوصف الفاموتيدين بطول فترة عمله والتي تصل إلى ٨ أو ٩ ساعات وطول الفترة بين تناوله وبدء عمله فهو يعمل عن طريق غلق مستقبلات الهستامين الموجودة على خلايا جدار المعدة مما يقلل من إنتاج حمض المعدة . يجب تناول الفاموتيدين قبل الأكل بساعة حتى يقلل من إفراز حمض المعدة فعند تناول الطعام يقل شعور المريض بالحرقة التي كان يشعر بها مسبقا عند تناول الطعام . وتعمل هذه المجموعة على الوقاية من حموضة المعدة الليلية .
يستخدم الإيسوميبرازول Esomeprazole , والاوميبرازول Omeprazole وغيرهم من أدوية هذه المجموعة القوية كأحد أكثر الأدوية فعالية في علاج حموضة المعدة المصحوبة بارتجاع المريء . تأخذ ه الأدوية ما يقارب يوما كاملا لتبدأ الفاعلية الكاملة ، ولذلك يتم إعطاء المريض أحد الأدوية الأخرى خلال هذه الفترة لتحقيق الراحة بشكل أسرع .
تعمل مثبطات مضخة البروتون عن طريق قمع إفراز حمض المعدة في خطوة تصنيعه الأخيرة من خلال منع إنزيم التكوين من عمله داخل الخلايا الجدارية للمعدة والتي يتم بها تصنيع حمض المعدة . وتوصف هذه المجموعة بأنها آمنة ويمكن استعمالها بودن استشارة الطبيب على عكس سابقتها التي تحوي الفاموتيدين وعائلته .
تؤخذ هذه المجموعة على شكل أقراص كاملة يجب بلعها كاملة مع وفرة من الماء قبل الأكل لتؤدي عملها كاملا داخل المعدة . ومن المثير للجدل عدم تأثر امتصاص هذه الأدوية بالكحول أو الماء .
لا تؤخذ مثبطات مضخة البروتون أثناء الحمل أو الرضاعة .
وأخيرا عند فشل العلاج بهذه الأدوية واستمرار ألم المعدة والآلام الممتدة إلى الذراعين فهذا يعني أن ارتجاع الحمض ليس المشكلة وقد يكون المسبب للألم أمراض أخرى مثل مرض نقص تروية القلب Ischaemic heart disease (IHD) وأمراض المرارة التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار ويتم تحويل المريض فورا إلى الطبيب.
انقاص الوزن الزائد وهي أول النصائح لمرضى السمنة الذين يعانون من ارتجاع المريء والحموضة .
تقسيم الأكل إلى وجبات صغيرة أفضل من الوجبات الكبيرة حيث أن انقاص كمية الأكل يقلل من انتفاخ المعدة مما يمنع الارتجاع .
تقليل الوجبات الغنية بالدهون فهي تعمل على إبطاء معدل تفريغ المعدة مما يحفز حدوث الحرقان وتشاركها في هذا التأثير الوجبات الكبيرة .
ننصح المريض بتناول وجبة العشاء قبل الذهاب للفراش بعدة ساعات وذلك لتجنب الحموضة الليلية .
اتخاذ أوضاع غير مريحة للمعدة مثل الانحناء المستمر أو الانحدار أثناء الجلوس على المقعد يضغط على المعدة فيحفز ظهور الأعراض لذلك ننصح باتخاذ وضع القرفصاء أو الجلوس بزاوية قائمة أغلب الوقت حتى نتجنب الأعراض المزعجة .
وبعد التجربة من قبل المرضى فإن الاستلقاء بشكل مستقيم على الفراش يزيد من ارتجاع المريء لذلك ننصح برفع الرأس والجزء العلوي من الجسم أثناء النوم بواسطة الوسائد لنقلل من هذا الارتجاع الحمضي وإن كان رفع مقدمة السرير إن أمكن هو الوضع الأفضل والأكثر راحة للمريض وذلك عن طريق وضع قوالب من الطوب تحت السرير.
ارتداء الملابس المريحة والتي لا تضغط ع المعدة أحد العوامل التي تجنب المريض الشعور بالأعراض .
تناول الأغذية ذات الوسط القلوي مثل اللبن الرائب والموز والبطيخ كفواكه قلوية والبروكلي والفاصوليا والبطاطس كخضراوات قلوية وأعشاب تقلل الالتهابات مثل الزنجبيل .
ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن كل تلك النصائح لا تغني أبدا عن التوجه للطبيب في حالة عدم الارتياح بعد الأخذ بها أو في حالة الشعور بآلام شديدة أو صعوبة البلع كما ذكرنا سابقاً .
اقرأ أيضا : متلازمة القولون العصبي Irritable bowel syndrome (IBS)
اقرأ أيضا :هل علاج سرطان المعدة الكيميائي له آثار جانبية؟
التعليقات