تعرف على أهم المضاعفات المزمنة لمرضى السكري

المضاعفات المزمنة لمرضى السكري

مرض السكري من النوع 2 هو حالة صحية شائعة ولكنها خطيرة تحدث عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم أو نسبة السكر في الدم مرتفعة للغاية لأن الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل صحيح. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية بشدة، مما قد يسبب مضاعفات صحية خطيرة في جميع أنحاء الجسم بأكمله.

في هذا المقال ستتعرف على أهم المضاعفات المزمنة المرتبطة بمرض السكر النوع الثاني والطرق الممكنة لمنع أو تأخير هذه المضاعفات قدر الإمكان.

أولا، كيف يحدث مرض السكري النوع الثاني وكيفية تسببه في المضاعفات؟

ينتج البنكرياس هرمون الأنسولين، الذي يساعد الخلايا على استخدام الجلوكوز، مصدر الطاقة الرئيسي في الجسم. يحدث مرض السكري من النوع الثاني عندما لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل صحيح. عادة، على مدى سنوات عديدة، ينخفض إنتاج الأنسولين.

ونتيجة لذلك، قد يتراكم الجلوكوز في الدم ويسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص. وهذا يمكن أن يؤدي إلى العديد من المضاعفات الصحية الحادة أو المزمنة. تحدث المشاكل الحادة بسرعة ويمكن أن تحدث في أي وقت، مثل ارتفاع السكر في الدم أو نقص السكر في الدم.

ما هي أشهر المضاعفات المزمنة المرتبطة بالسكري النوع الثاني؟

المضاعفات المزمنة هي مشكلات طويلة الأمد تتطور تدريجيًا، والتي يمكن أن تتراوح من أمراض القلب والكلى إلى فقدان البصر وتلف الأعصاب إليك أشهر المضاعفات بالتفصيل:

1-أمراض القلب والسكتة الدماغية

قد يكون الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من مرض السكري. وقد يكونون أيضًا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في سن أصغر، ويزداد خطر الإصابة بهم كلما طالت فترة إصابتهم بمرض السكري.

حيث أنه يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف الأعصاب والأوعية الدموية التي تتحكم في القلب. هذا الضرر يمكن أن يؤدي إلى أمراض القلب.

2-فقدان البصر التدريجي

ترجع معظم حالات العين لدى مرضى السكري إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم مما يؤدي إلى إتلاف الأوعية الدموية في العين تدريجيًا.

على المدى القصير، قد يعاني الشخص المصاب بالسكري من فقدان البصر مؤقتًا بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم مما يؤثر على مستويات السوائل أو يسبب تورمًا في أنسجة العينين. لكن ستعود الرؤية عادةً إذا كان الشخص قادرًا على التحكم في مستويات السكر في الدم أما على المدى الطويل، قد يؤدي تلف الأوعية الدموية إلى النزيف أو ارتفاع الضغط بشكل خطير.

 لكن لحسن الحظ، يمكن أن تساعد إدارة مرض السكري وإجراء فحوصات منتظمة للعين في منع أو تأخير ظهور مشاكل الرؤية. إذا كان شخص مصاب بالسكري يعاني من فقدان البصر، فيجب أن يتلقى رعاية طبية عاجلة.

3-عدوى الفم واللثة

أمراض اللثة شائعة لدى مرضى السكري. هذه عدوى خطيرة يمكن أن تلحق الضرر باللثة والأنسجة التي تحمل الأسنان والعظام. يمكن أن يؤدي إلى الألم، ورائحة الفم الكريهة، وصعوبات المضغ، وحتى فقدان الأسنان. ويمكن أن تؤدي العدوى نفسها أيضًا إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من صعوبة التحكم فيها.

كما يؤثر مرض السكري غير المعالج على الفم بعدة طرق، مثل:

·       إنتاج كمية أقل من اللعاب، مما يسبب جفاف الفم ويزيد من خطر التسوس

·       التهاب ونزيف اللثة

·       زيادة القابلية للإصابة بالعدوى داخل الفم

·       شفاء الجروح بصورة أبطأ

4-الفشل الكلوي

مرض السكري من النوع 2 هو السبب الرئيسي للفشل الكلوي. ويحدث ذلك عندما يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى إتلاف الأوعية الدموية في الكلى والمرشحات الصغيرة في الكلى، المعروفة باسم النيفرون. أيضا قد يصاب العديد من الأشخاص المصابين بالسكري أيضًا بارتفاع ضغط الدم الذي قد يؤدي إلى مزيد من الضرر للكلى.

وتشير الأدلة إلى أن واحداً تقريباً من كل ثلاثة بالغين مصابين بمرض السكري يعاني من مرض الكلى المزمن والذي يسبب فقدانًا بطيئًا وتدريجيًا لوظائف الكلى.

5-الاعتلالات العصبية

مع مرور الوقت، يؤدي ارتفاع مستويات السكر أو الدهون في الدم إلى تلف الأعصاب في الجسم. وتشير الأدلة إلى أن ما بين ثلث ونصف الأشخاص المصابين بالسكري يصابون بالاعتلال العصبي.

وهناك أنواع مختلفة من اعتلال الأعصاب السكري، والتي تشمل:

الاعتلال العصبي المحيطي: هذا هو الشكل الأكثر شيوعا من الاعتلال العصبي السكري. يؤثر على الأعصاب في اليدين والقدمين والساقين والذراعين.

الاعتلال العصبي اللاإرادي: يؤثر هذا على الأعصاب اللاإرادية، التي تتحكم في وظائف الجسم اللاإرادية، مثل الهضم، أو التبول، أو معدل ضربات القلب.

اعتلال العصب الأحادي: يصف الضرر الذي يلحق بأي عصب فردي.

للمساعدة في الوقاية من الاعتلال العصبي، يجب أن يهدف الأشخاص إلى السيطرة على مرض السكري عن طريق التحكم في مستويات السكر في الدم وضغط الدم والكوليسترول. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم فحص أجزاء الجسم بانتظام، مثل القدمين، والعناية بها جيدًا. يُنصح الأشخاص بزيارة الطبيب لإجراء فحص عصبي مرة واحدة على الأقل سنويًا.

6-الأمراض الجلدية

غالبًا ما تكون المضاعفات الجلدية واحدة من أولى العلامات المرئية لمرض السكري. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى الجفاف والالتهاب وضعف الدورة الدموية، مما قد يؤثر جميعًا على الجلد.

يمكن أن تشمل الحالات الجلدية التي قد تحدث لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 ما يلي:

الشواك الأسودAcanthosis nigricans: يؤدي إلى ظهور بقعة داكنة من الجلد، عادة حول الرقبة والإبطين والفخذ.

التصلب الرقمي Digital sclerosis: قد يصاب الأشخاص بجلد مشدود وسميك وشمعي على ظهر أيديهم.

البثور Blisters: تُعرف أيضًا باسم الفقاعات السكرية، وقد تظهر البثور لدى بعض الأشخاص.

الالتهابات الجلدية: يكون الأشخاص المصابون بداء السكري أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجلد، والتي قد تسبب سخونة أو تورمًا أو ألمًا في الجلد.

قرحة السكري: بسبب بطء التئام الجروح، يكون الأشخاص المصابون بالسكري عرضة للجروح المفتوحة المعروفة باسم القرحة.

من المستحسن أن يكون الأفراد المصابون بداء السكري على دراية بالمضاعفات الجلدية المحتملة وأن يتعلموا كيفية التحقق من مشاكل الجلد بأنفسهم. إذا لاحظ الشخص أي أعراض، يجب عليه الاتصال بالطبيب.

أهم النصائح للوقاية من المضاعفات المزمنة لمرضى السكري

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن للأشخاص تطبيقها للمساعدة في منع خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري.

على سبيل المثال، يمكن للأفراد متابعة الاختبارات الرئيسية لمرض السكري للمساعدة في إدارة حالتهم:

1-إجراء اختبارات "السكر التراكمي" AC1 بشكل منتظم: يوضح هذا متوسط مستويات السكر في الدم لدى الشخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

2-تنظيم ضغط الدم: ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يسبب المزيد من الضرر للأوعية الدموية.

3-مستويات الكوليسترول: يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الكوليسترول "الضار" إلى زيادة خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

4 - التوقف عن التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين أيضًا إلى إتلاف الأوعية الدموية ويؤثر سلبًا على ضغط الدم والكوليسترول.