مرض كرون"تعرف على أشهر أعراض مرض كرون وطرق العلاج"

يعد مرض كرون من أمراض المناعة الذاتية لكن السبب الدقيق غير معروف. من المحتمل أن يؤدي وجود أفراد من العائلة مصابين بداء كرون إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة. عندما يتعرض الشخص المصاب بهذا الخطر الموروث إلى محفز (مرض أو شيء ما في البيئة المحيطة) يتم تنشيط جهاز المناعة.

ولا يوجد علاج نهائي لمرض كرون ولكن هناك أدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على المرض. وإذا لم يتحكم الدواء في الأعراض فقد تكون الجراحة خيارًا لإزالة الجزء المصاب من القولون. 

ستتناول هذه المقالة أعراض مرض كرون وعلاجه. 

كيف يحدث مرض كرون؟

في الأشخاص المصابين بداء كرون يتعرف الجهاز المناعي على بطانة الجهاز الهضمي على أنها غريبة ويهاجمها مسببة التهابات شديدة داخل بطانة الأمعاء. 

تسبب هذه الالتهابات في إصابة بطانة الجهاز الهضمي بالقرح والنزيف. يؤثر مرض كرون عادة على القولون والجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة المسمى ولكنه يمكن أن يؤثر على الجهاز الهضمي بأكمله ، من الفم إلى فتحة الشرج. وذلك ما يميزه عن التهاب القولون التقرحي.

ما هو الفرق بين التهابات القولون التقرحي ومرض كرون؟

مرض كرون مثل التهاب القولون التقرحي فكلاهما من أمراض التهاب الأمعاء (IBD). لا ينبغي الخلط بين مرض التهاب الأمعاء ومتلازمة القولون العصبي (-irritable bowel syndrome IBS). وذلك أنه رغم تشابه الكثير من الأعراض إلا أن مرض كرون يصيب الجهاز الهضمي من الفم حتى فتحة الشرج أما مرض القولون التقرحي فيصيب القولون. 

أيضا غالبا ما يتبع داء كرون نمطين:

• نوبات من التهيج
• ثم نوبات من التحسن.

ما هي أعراض مرض كرون؟

 تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض كرون آلام البطن والإسهال والتعب وفقدان الوزن. يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى تقرحات الفم ومشاكل الجلد والتهاب العين ومشاكل الشرج مثل النواسير والخراجات. اليك الأعراض بالتفصيل:

 تقرحات الفم:

 يمكن أن تظهر تقرحات الفم (تسمى التهاب الفم القلاعي) أثناء نوبات داء كرون. توجد عادة بين اللثة والشفة السفلية أو على جانبي اللسان أو أسفله وغالبًا ما تكون تقرحات الفم مؤلمة. 

التهاب العين:

 يحدث التهاب في العين (يسمى التهاب القزحية) لدى ما يصل إلى 5 في المائة من المصابين بداء كرون. يمكن أن تؤثر هذه المشاكل على عين واحدة أو كلتا العينين. تشمل أعراض التهاب القزحية ضبابية في الرؤية وألم في العين وتشوش الرؤية وحساسية للضوء. 

 مشاكل الشرج:

 يمكن أن يسبب مرض كرون مشاكل في المنطقة المحيطة بفتحة الشرج. وتشمل المشاكل الأكثر شيوعًا الشروخ الشرجية والقرح والناسور (وهو نفق بين الأمعاء والأعضاء الأخرى) ومناطق الجلد المصابة وتضيق فتحة الشرج. قد تحدث هذه المشاكل منفردة أو مجتمعة. 

أحيانًا ما تلتئم مشاكل الشرج من تلقاء نفسها دون علاج. لكن في حالات أخرى سيكون العلاج بالأدوية أو الجراحة مطلوبًا. يمكن أن يساعد نقع قاعك في ماء دافئ عدة مرات في اليوم وتنظيف المنطقة برفق على تسريع الشفاء.

كيفية علاج مرض كرون؟

هناك عدد من الأدوية المستخدمة لعلاج مرض كرون. يعتمد الدواء الأفضل على تحديد أي جزء من الجهاز الهضمي الذي يسبب الأعراض. فيما يلي ملخص للأدوية شائعة الاستخدام

5-أمينوساليسيلات (5-ASA)5-aminosalicylates

الاسم التجاري: بنتازا Pentasa tabs

هي مجموعة من الأدوية التي تقلل الالتهاب في الجهاز الهضمي. عادة ما تستخدم أدوية 5-ASA أولاً لعلاج التوهج وقد يوصى بها باستمرار لمنع حدوث نوبات جديدة. 

يستخدم هذا الدواء بجرعة 1.5 جرام مرتين يومين إذا تم استخدام الإجراء الجراحي و بجرعة 1 جرام 3 مرات جرعة مداومة لتقليل نوبات التهيج

المضادات الحيوية 

 إذا كانت الأدوية 5-أمينوساليسيلات د لا تتحكم في الأعراض ، فقد يوصي مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بدوره من المضادات الحيوية. يمكن أن تقلل المضادات الحيوية من عدد البكتيريا في الأمعاء ، مما قد يساعد في تقليل الالتهاب. مثل مترونيدازول (فلاجيل Flagyl) أو سيبروفلوكساسين(cipro tab)

الستيرويدات Steroids

قد يوصى بنوع من الأدوية يسمى المنشطات (مثل بريدنيزونprednisone) إذا كنت لا تستجيب لـ5-أمينوساليسيلات  أو المضادات الحيوية ، أو إذا كنت تعاني من أعراض شديدة. عادة ما تستخدم المنشطات لفترة محدودة للسيطرة على الالتهاب ثم يتم إيقافها ببطء. 

لا يوصي الأطباء باستخدام الستيرويدات عادة لفترات طويلة بسبب مخاطر الآثار الجانبية.

مثبطات المناعة  

تساعد مُعدِّلات المناعة على تقليل الالتهاب المرتبط بداء كرون. قد يوصي الطبيب بمُعدِّلات المناعة إذا كانت لديك أعراض شديدة أو لم تتحسن بالستيرويدات أو إذا ساءت الأعراض بعد تقليل جرعة الستيرويد. تشمل أكثر مثبطات المناعة شيوعًا الآزوثيوبرين azathioprine ، 6-ميركابتوبورين 6-mercaptopurine ، والميثوتريكساتmethotrexate. 

معدِّلات الاستجابة البيولوجية Biological response modifiers

 مُعدِّلات الاستجابة البيولوجية هي فئة من الأدوية تعمل على منع الالتهاب. غالبًا ما تستخدم هذه الأدوية مع العلاجات الموضحة أعلاه.

تعد معدلات الاستجابة البيولوجية مكلفة ويمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة. نتيجة لذلك ، يتم حجز معدّلات الاستجابة البيولوجية بشكل عام للأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة والذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى.

تُعطى معدلات الاستجابة البيولوجية إما عن طريق الحقن أو عن طريق الوريد ؛ يمكن إعطاء بعضها في المنزل ، بينما يجب إعطاء البعض الآخر في عيادة الطبيب. تشمل مُعدِّلات الاستجابة البيولوجية الأكثر شيوعًا ما يلي:

 إنفليكسيمابInfliximab (ريميكادRemicade)

يؤخذ عن طريق الوريد بجرعة 5 مليجرام لكل كيلو جرام من وزن المريض في الإسبوع (0و2و6) ثم بد ذلك يؤخذ كل شهرين

● أداليموماب Adalimumab (هوميراHumira)

يؤخذ تحت الجلد بجرعة أولية 160 مليجرام ثم 80 مليجرام بعد أسبوعين

ثم بعد ذلك يؤخذ جرعة مداومة 40 مليجرام كل أسبوعين 

● سيرتوليزوماب بيجولCertolizumab  (سيمزياCimzia)

يؤخذ تحت الجلد بجرعة أولية 400 مليجرام ثم تكرر في الأسبوع الثاني والرابع

ثم تأتي جرعة المداومة 400 مليجرام شهريا.

الآثار الجانبية 

 تتداخل معدلات الاستجابة البيولوجية مع قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى ويجب عدم استخدامها مع الاشخاص المصابين بعدوى خطيرة. 

أيضا هناك حاجة إلى اختبار السل (TB) قبل بدء العلاج لأن العلاج يمكن أن "ينشط" مرض السل إذا كنت قد تعرضت لمرض السل سابقًا. 

لا ينصح الأطباء بمعدلات الاستجابة البيولوجية للأشخاص الذين يعانون حاليًا أو سبق أن أصيبوا بالليمفوما (نوع من السرطان). حيث ذكرت بعض الدراسات وجود ارتباط بين هذه الأدوية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية. 

الخيار الجراحي لمرض كرون 

 يمكن أن تساعد الأدوية في السيطرة على أعراض ومضاعفات مرض كرون ويمكن أن تساعدك على تجنب الجراحة أو تأجيلها. ومع ذلك قد يوصى بإجراء عملية جراحية إذا لم يتم السيطرة على الأعراض الخاصة بك بالأدوية أو إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية لا تطاق. سيحتاج حوالي 80 بالمائة من المصابين بداء كرون إلى جراحة في مرحلة ما من حياتهم.

هل تقضى الجراحة على المرض؟

من المهم أن يكون لديك توقعات واقعية للجراحة. لا تعالج الجراحة مرض كرون لكنها يمكن أن تساعدك على الشعور بالتحسن والعودة إلى الأنشطة الطبيعية. يعود المرض في النهاية بعد الجراحة ، وسيحتاج معظم الناس إلى الاستمرار في تناول الأدوية للسيطرة على الأعراض على المدى الطويل. ومع ذلك لا تظهر أي أعراض بين 85 و 90 بالمائة من الأشخاص خلال العام التالي للجراحة. 

أيضا ما يصل إلى 20 في المائة من الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض بعد 15 عامًا من الجراحة. 

تشمل العمليات الجراحية الأكثر شيوعًا لمرض كرون ما يلي:

إزالة جزء من القولون 

 في هذا الإجراء يقوم الجراح بإزالة الجزء المصاب من الأمعاء ثم إعادة وصل الطرفين . بعد الجراحة يظل معظم الناس قادرين على التبرز كالمعتاد من خلال فتحة الشرج.

في بعض الحالات لن يتمكن الجراح من إعادة توصيل طرفي الأمعاء. وبدلاً من ذلك ، سيربط الأمعاء بفتحة في البطن تسمى الفغرة ostomy. في هذه الحالات ستخرج الفضلات الجسدية من الجسم من خلال الفغرة وليس من خلال فتحة الشرج. وسيت ارتداء كيسًا بلاستيكيًا على الجزء الخارجي من الفغرة لجمع النفايات وستقوم بإفراغ الكيس حسب الحاجة.

توسيع الانسداد المعوي 

هو إجراء يستخدم لفتح الانسدادات في الأمعاء. وغالبا ما يتم إجراؤه أحيانًا في نفس وقت الاستئصال. قد يقوم الجراح بتوسيع أماكن الانسداد إذا كان لديك انسداد في جزء معين من أمعائك مرارًا وتكرارًا.

تغيير نمط وأسلوب الحياة.

قد يكون هناك أن تكون بعض الأطعمة أو المجموعات الغذائية التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض خاصة أثناء التوهجات ، ومن المعقول تجنب هذه الأطعمة مؤقتًا. ومع ذلك ، فإن التخلص من مجموعات الطعام بأكملها يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية. يجب استشارة اخصائي تغذية في هذه الحالة.

تشمل التوصيات الأخرى المتعلقة بنمط الحياة ما يلي:

• ممارسة الرياضة بانتظام تعتبر فكرة جيدة للجميع بما في ذلك الأشخاص المصابين بداء كرون
• التدخين يمكن أن يفاقم مرض كرون ويزيد من خطر الحاجة إلى الجراحة. يجب ألا يدخن المصابون بداء كرون. 
•  تجنب تناول العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل ايبوبروفين(بروفين) وديكلوفيناك (فولتارين)لأنها قد تؤدي إلى تفاقم المرض.

اقرأ أيضا : علاج القولون بالأعشاب”تعرف على دور البروبيوتك للوقاية من تهيجات القولون”

اقرأ أيضا : التهاب القولون التقرحي تعرف على أهم الأسباب وطرق العلاج المحتملة

تعرف على عسل المانوكا وأهم فوائده