الخلايا الجذعية لعلاج السكري "وشفاء أول مريض سكري في العالم"

يتجه العالم الآن إلى الخلايا الجذعية لعلاج السكري (يطلق عليها VX-880). حيث يتم استخدام خلايا بيتا البنكرياس المنتجة للأنسولين من الخلايا الجذعية البشرية متعددة القدرات.

والتي تم الإبلاغ عنها لأول مرة في عام 2014 من قبل فريق في معهد هارفارد للخلايا الجذعية. وظهرت نتائج واعدة كما أعلن المعهد (HSCI) في أكتوبر 2021.

يعيش الآن ما يقرب من 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مع مرض السكري ومن المتوقع أن يقفز هذا الرقم إلى ما يقرب من 600 مليون بحلول عام 2035، وفقًا للاتحاد الدولي للسكري.

ما هي التحديات الحالية في علاج مرض السكري من النوع الأول؟

في الوقت الحالي يأخذ مرضى السكري من النوع الأول حقن الأنسولين عدة مرات في اليوم بعد فحص نسبة السكر في الدم. لكن البنكرياس الطبيعي يختبر سكر الدم كل ثانية من اليوم ويضبط كمية الأنسولين المطلوبة بدقة.

 لذا فإن المشكلة تكمن في أن نسبة السكر في دم مريض السكري في معظم اليوم تخرج عن السيطرة بحيث لا يقدر البنكرياس على مواكبتها. لذلك اضطر العلماء إلى البحث والتجارب في استخدام الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري.

ما هو نوع مرض السكري الذي ستعالجه الخلايا الجذعية؟

أثبتت التجارب الأولية في أبحاث الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري أن الخلايا الجذعية فعالة جدا كبديل لخلايا بيتا التي تفرز الأنسولين والذي يميز النوع الأول من السكري من حيث عدم القدرة على افراز الانسولين . وذلك عكس النوع الثاني الذي يفرز فيه الأنسولين بصورة طبيعية.

وتم إجراء البحث على مريض عاش مع النوع الأول لمدة 40 عامًا تقريبًا وكانت النتائج مبهرة.

ما هي مدة عمل الخلايا الجذعية لعلاج السكري؟

احتفظ العلماء بالخلايا داخل الجهاز لمدة تصل إلى عام واحد . وبقيت الخلايا على قيد الحياة وعملت بشكل جيد لكننا الآن نحتاج إلى معرفة المدة التي يمكن أن تعيشها الخلايا وما إذا كان يمكنها البقاء على قيد الحياة بشكل جيد في جميع الظروف.

لكن بشكل عام سنة واحدة هي ميزة كبيرة ويستطيع العلماء مواصلة البحث والتطوير للحصول على أفضل نتائج .

كيف تستخدم الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري؟

يتم إعطاء الخلايا عن طريق الحقن في الوريد البابي الكبدي. ويعتقد الأطباء أنه سيكون من الضروري كبت المناعة عن طريق استخدام مثبطات المناعة.

وذلك لمنع الجسم من رفض الخلايا ويتم الآن دراسة العديد من الأساليب للتغلب على هذا الرفض.

كيف تغلب العلماء على مشكلة رفض الجسم للخلايا الجذعية؟

اتجه العلماء إلى فكرة جهاز التغليف وهي أن يتم خفي الخلايا من جهاز المناعة. حيث يتم وضع الخلايا داخل جهاز حيوي بحيث لا تتمكن الخلايا المناعية من الدخول ولكن يجب أن يكون هناك مسام تسمح للمواد الغذائية بالدخول والخروج.

ومن المهم جدًا السماح للخلايا المنتجة للأنسولين بالداخل باستشعار نسبة السكر في الدم وإخراج الأنسولين من الجهاز.

نتائج تجربة الخلايا الجذعية لعلاج مرض السكري.

عولج المريض في التجربة بحقنة واحدة من VX-880 إلى جانب العلاج القياسي المثبط للمناعة. وكانت النتائج كالآتي:

• في 90 يومًا ارتفع مستوى الببتيد C للمريض ( هو مادة تفرز من البنكرياس الى جانب الانسولين بنفس الكمية وهو مقياس لإفراز الأنسولين الداخلي) بكميات مناسبة على عكس السابق .

• خلال نفس الفترة انخفض A1c للمريض من 8.6٪ إلى 7.2٪ .

• وفي غضون 7 أيام انخفضت متطلبات الفرد اليومية من الأنسولين الخارجي من متوسط ​​34 وحدة إلى 2.9 وحدة فقط، أي بانخفاض قدره 91٪. 

• عانى المريض من بعض حالات نقص السكر في الدم بعد فترة وجيزة من الإجراء وهذا ليس سيئا إلى حد ما بالمقارنة مع التاريخ المرضي للشخص القائم عليه التجربة لأنه عانى من خمس نوبات شديدة من نقص السكر في الدم في العام السابق لعملية الزرع. 

• تعد هذه النتائج مبهرة ومبشرة جدا حول نظرة العالم الفترة القادمة في القضاء على مرض السكري النوع الأول.

ومع ذلك نحن بحاجة إلى بعض البيانات طويلة المدى للتأكد من عدم وجود نمو خارج البنكرياس أو مخاوف أخرى. 

كم ستستغرق الخلايا الجذعية من الوقت حتى تكون في المتناول؟

حتى الآن مازلنا في مرحلة التجارب والتي ستأخذ بعض الوقت. لذلك تدرك هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA مدى جودة سير التجارب السريرية.

ويعتقد العلماء أنه المرحلة التالية من علاج مرض السكري وسيتم الموافقة عليه فور الانتهاء من التجارب السريرية.

اقرأ أيضا : النظام الغذائي لمرضى السكري