كيف يؤثر نقص فيتامين ب 12 على مرض السكري والعكس؟

فيتامين ب 12 وعلاقته بمرض السكري

أثبتت الأبحاث الحديثة وجود روابط بين فيتامين ب 12 والمخاطر المرتبطة بمرض السكري. فيمكن لمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني أن يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص ب 12 بشكل صحيح.

تتناول هذه المقالة دور فيتامين ب 12 في الجسم، وارتباطه بمرض السكري، وكيف أن الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين ب 12 يمكن أن يفيد المصابين بمرض السكري أو المعرضين لخطر الإصابة به.

كيف يمتص الجسم ويستخدم فيتامين ب 12؟

عادة ما يرتبط فيتامين ب 12 بالبروتين الموجود في الأطعمة ويجب أن يتم إطلاقه عن طريق حمض المعدة والإنزيمات قبل امتصاصه.

وفي المعدة، يساعد حمض الهيدروكلوريك وعصارة المعدة على فصل فيتامين ب 12 عن البروتين الذي يرتبط به في الطعام.

ثم يتحد فيتامين B12 مع بروتين R (ويسمى أيضًا العامل الداخلي- intrinsic factor) الذي تنتجه الخلايا الموجودة في المعدة. وبعد ذلك ينتقل فيتامين ب 12إلى الأمعاء الدقيقة حيث يمكن امتصاصه من خلال جدران الأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم.

بمجرد وصوله إلى الدم، يدور فيتامين ب 12 وتمتصه الخلايا في جميع أنحاء الجسم عبر بروتينات حاملة محددة لفيتامين ب 12.

كيف يؤثر مرض السكري على امتصاص فيتامين ب 12 ومستوياته

يمكن أن يتداخل مرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني مع امتصاص فيتامين ب 12 واستخدامه بالطرق التالية:

مرض السكري النوع الأول:

1-قد تؤدي المستويات المرتفعة من السكر في الدم التي يتم التحكم فيها بشكل سيئ في مرض السكري من النوع الأول (T1D) إلى تلف خلايا المعدة التي تنتج العامل الداخلي intrinsic factor. هذا يمكن أن يضعف ربط B12 وامتصاصه.

2-يؤثر تلف الأعصاب على المدى الطويل الناجم عن مرض السكري من النوع الأول أحيانًا على الخلايا الموجودة في المعدة والأمعاء الدقيقة، مما يتداخل مع عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.

وتشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 30% من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول يعانون من نقص فيتامين ب 12 على الرغم من تناولهم للغذاء الكافي.

داء السكري من النوع الثاني:

1-عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع 2 (T2D) من مشاكل في حركية الجهاز الهضمي ومستويات حمض المعدة بسبب السمنة أو استخدام الأدوية أو الشيخوخة. وهذا يمكن أن يضعف إطلاق B12 من الأطعمة "كما ذكرنا من قبل معظم فيتامين ب 12 يرتبط بالبروتين في الطعام".

2-استخدام الميتفورمين، وهو دواء شائع جدًا في علاج السكري النوع 2، فهذا الدواء يقلل من امتصاص B12 عن طريق خفض إنتاج حمض المعدة. ويعاني ما يصل إلى 25-50% من مستخدمي الميتفورمين من نقص فيتامين ب 12 مع مرور الوقت ويزداد الخطر مع الاستخدام لفترة طويلة.

3-قد تؤدي مقاومة الأنسولين المرتبطة بالسكري النوع غير المعالج أو الذي يتم التحكم فيه بشكل سيئ إلى تعطيل استقلاب فيتامين ب 12 على المستوى الخلوي بشكل مستقل عن مشكلات الامتصاص.

ما هي أعراض نقص فيتامين ب 12 عند مرضى السكري

يمكن أن يؤثر نقص فيتامين ب 12 سلبًا على السيطرة على مرض السكري والصحة العامة. فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي يجب الانتباه إليها:

·       التعب والضعف والدوار

·       شحوب الجلد، التهاب الفم أو اللسان

·       فقدان الشهية، والغثيان، والقيء

·       وخز أو تنميل في اليدين والقدمين (الاعتلال العصبي المحيطي)

·       مشاكل في التوازن والتنسيق

·       ضبابية الرؤية

·       تغيرات في المزاج كالاكتئاب، والارتباك

·       مشاكل في الذاكرة، وصعوبة في التركيز

·       الصداع والدوخة

·       زيادة سرعة ضربات القلب وتصبح غير المنتظمة

·       ضيق في التنفس

إذا تركت دون علاج، يمكن أن يؤدي النقص الحاد في فيتامين ب 12 إلى نوع من فقر الدم يسمى ميجالوبلاستك انيميا megaloblastic anemia (خلايا الدم الحمراء تصبح كبيرة الحجم وغير الناضجة) وتلف الأعصاب الدائم.

ما هو تأثير نقص فيتامين ب 12 على التحكم في مرض السكري؟

يؤثر عدم كفاية فيتامين ب 12 سلبًا على مرض السكري بالطرق الرئيسية التالية:

يضعف إفراز الأنسولين وعمله:

فيتامين ب 12 ضروري لتكوين الجلوكوز وتخليق الدهون وانتاج الطاقة الذي ينظمه الأنسولين والنقص في فيتامين ب 12 يخفض من عمل الانسولين.

يؤدي إلى تفاقم الاعتلال العصبي السكري:

يزيد نقص فيتامين ب 12 من خطر وشدة تلف الأعصاب المؤلم والتقدمي في اليدين والقدمين والمناطق الأخرى.

يؤدي إلى تفاقم التحكم في نسبة السكر في الدم:

 يؤدي النقص إلى الإضرار بوظيفة الأنسولين ويرفع مستويات HbA1c، مما يتطلب المزيد من الأدوية لخفض مستويات السكر في الدم.

يؤثر على الوظيفة الإدراكية:

 يدعم B12 صحة الدماغ والذاكرة. يزيد النقص من فرص حدوث مشكلات مثل تباطؤ التفكير لدى مرضى السكر.

يساهم في فقر الدم:

 بدون وجود كمية كافية من فيتامين ب 12، يتباطأ تكوين خلايا الدم الحمراء ويمكن أن يتطور فقر الدم جنبًا إلى جنب مع عبء مرض السكري.

يزيد من خطر حدوث مضاعفات السكري:

 على المدى الطويل، يؤدي ضعف حالة فيتامين B12 إلى تفاقم مضاعفات مرض السكري مثل أمراض القلب وأمراض الكلى ومشاكل العين.

بشكل عام يلعب فيتامين ب 12 الكافي دورًا داعمًا محوريًا في السيطرة على مرض السكري وتقليل المشكلات الصحية الناجمة عن الحالة. الفحص والمكملات مهمة للإدارة الشاملة.

كيف تعرف أن لديك نقص فيتامين ب 12؟

نظرًا لارتفاع معدل انتشار نقص فيتامين ب 12 لدى مرضى السكري، يُنصح بإجراء فحص روتيني لجميع المرضى من قبل الطبيب. يمكن للاختبارات التالية التحقق من حالة B12:

مستوى B12 في الدم: يقيس تركيز B12 النشط في الدم. أقل من المعدل الطبيعي (<200 بيكوغرام/مل) يشير إلى نقص محتمل

صورة الدم الكاملة (CBC): قد تظهر علامات نوع ن فقر الدم يسمى ميجالوبلاستك انيميا megaloblastic anemia (خلايا الدم الحمراء تصبح كبيرة الحجم وغير الناضجة)

اختبار شيلينغ Schilling test: يقيس مستويات العامل الداخلي intrinsic factor "المهم في امتصاص فيتامين ب 12" والقدرة على امتصاص فيتامين ب 12 من الأطعمة

كما يوصى بالفحص السنوي لجميع مرضى السكري الذين يتناولون الميتفورمين أو مكملات فيتامين ب 12 المتكررة.

علاج نقص فيتامين ب 12 في مرض السكري

بمجرد تأكيد النقص من خلال الاختبار، يصبح تعويض فيتامين ب 12 أمرًا مهمًا. وتعتمد أنظمة المكملات الغذائية على مدى شدة نقص فيتامين ب 12 ولكنها تتضمن عادةً ما يلي:

حقن فيتامين ب 12:

 في حالة النقص الشديد، يتم إعطاء جرعة عالية من الحقن العضلي لفيتامين ب 12 بمقدار 1000 ميكروجرام ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة شهر إلى شهرين. يؤدي هذا إلى تشبع مخازن الجسم بسرعة قبل التحول إلى علاج المداومة.

المكملات الغذائية عن طريق الفم:

 يمكن علاج النقص الخفيف باستخدام مكملات فيتامين ب 12 عن طريق الفم يوميًا بمقدار 500-1000 ميكروجرام في شكل أقراص أو تحت اللسان. لا يكون الامتصاص فعالاً مثل الحقن ولكنه كافٍ إذا كانت مستويات حمض المعدة والعامل الداخلي طبيعية.

مكملات العامل الداخلي مع فيتامين ب 12:

بالنسبة لأولئك الذين يعانون من عيب امتصاص لفيتامين ب 12، تضمن مكملات فيتامين ب 12 والعامل الداخلي امتصاصًا مناسبًا من القناة الهضمية.

التغييرات الغذائية:

 إن تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12 بشكل طبيعي مثل اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان إلى جانب الفيتامينات المتعددة هو إجراء وقائي بسيط وقد يفيد إلى حد كبير.